عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»، وفي حديث عِتبان «فإن الله حرّم على النار مَنْ قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله».
اعلم أخي الحبيب أن أمر الشهادتين عظيم، فقوله صلى الله عليه وسلم «مَن شهد أن لا إله إلا الله» أي مَن تكلم بها عارفا لمعناها، عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها، كما قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} [محمد:19]، وقوله تعالى {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86]، وأما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل -قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح- فغير نافع بالإجماع.
ومعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، وقوله وحده لا شريك له تأكيد وبيان لمضمون معناها.
وقوله «وأن محمداً عبده ورسوله» أي شهد بذلك أيضاً، فلا بد من الشهادتين معا.
وقوله «أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»، قال الحافظ: أي من صلاح أو فساد، لأن أهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة.
اللهم اجعلنا من عبادك الموحدين، وأدخلنا الجنة دار المتقين.
المصدر: موقع دعوة الأنبياء.